لقد شاء المولى عزّ وجل أن يترفّق بروح عبده عضو جيش التحرير الوطني، الوزير الأسبق المجاهد المرحوم بلقاسم بلعربي، طيّب الله ثراه وعطّر ذكره وتقبّله إلى جوار سيّدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وبرحيله تفقد الجزائر، رمزاً من رموز كفاح التّحرير الوطني بالولاية الخامسة التاريخية، ورجلا من رجال الدولة ذوي الكفاءة العالية الذي أدّى مهامه على أكمل ما تُؤدّى المهام في كل المسؤوليات التي أوكلت له، مقدّماً للأجيال بسيرته الناصعة أروع صور الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والتضحية في سبيله، صوناً لأمانة رفاق دربه الشهداء الأبرار.
وإذ أشاطر عائلته الكريمة ورفاقه المجاهدات والمجاهدين مشاعر الحزن وأقاسمهم أسى هذا الرزء الجلل الذي لا رادّ لقضاء الله فيه، فإنّني أتوجّه إليهم بأخلص التعازي وأصدق عبارات المواساة، داعيا العلي القدير أن يتغمّده برحماته ورضوانه وأن يدخله جنّات النعيم التي أعدّها للأبرار من عباده الصالحين، وأن يحسن مآبه ويجزل ثوابه وأن يرزق أهله وذويه صبرا جميلا ويعوضهم في فقده أجرا عظيما إنه سميع مجيب الدعاء.
“وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.