أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة اليوم الثلاثاء 26 مارس2024 بالمتحف الوطني للمجاهد على الندوة التاريخية الخاصة بإحياء الذكرى الـ 64 لاستشهاد البطلين الرمزين دغين بن علي المدعو ” العقيد لطفي” ومحمد لواج المدعو ” الرائد فراج”،
السيد الوزير وفي كلمته التي القاها بالمناسبة، أكد ان إحياء الذكرى الرابعة والستين لاستشهاد القائد الرمز العقيد لطفي، والبطل الفذ الرائد فراج، ورفاقهما، سانحة طيبة لاستحضار في سياق نفحات هذه المناسبة المجيدة، الجهاد الدؤوب والنضال المستميت للشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار وافشال مخططاته لضرب الكيان الجزائري في هويته وكينونته.
هذا وقد أبرز أيضا خصال الشهيد الذي يكاد يشكل حالة خاصة في الثورة لما وهبه الله من طاقة وتحمل، وقدرة على الجمع بين التنظير والفعل وبين التصور والتنفيذ وبين معايشة الراهن واستشراف المستقبل.
كما أضاف وزير المجاهدين وذوي الحقوق من خلال كلمته أن هذه القدرات خولت الشهيد العقيد لطفي من أن يتعاطى مع كل صنوف القتال مجاهداً وقائداً يتقدم الصفوف وفدائيا يقض مضاجع العدو، كما كان الشهيد إلى جانب ذلك على جبهة الجهد التعبوي وفي ساحات التوعية والعمل السياسي، في أوساط الجماهير التي كان يعتبرها الرئة التي تتنفس بها الثورة. والمصدر الأساسي الذي يعول عليه في نجاحها وبلوغ كامل أهدافها.
ليقف السيد الوزير عند ذكرى استشهاد البطل موجها رسالة لشباب اليوم ان العقيد سي لطفي سيبقى رمزا للمقاومة والثورة وفي مقدمة عظماء هذا الوطن إلى جانب إخوانه من الشهداء الأبرار وسيبقى من العظماء الذين سجلوا صفحات مشرقة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، وذلك بمواقفه وملاحمه البطولية وعلى الأجيال أن تنكب على أثره وتتبع نهجه بتأمل لتحظى بما نحن بمسيس الحاجة إليه، إدراكا منا بأن مساره الحافل ومسيرته الغراء ستسهم في إنتاج وتكوين جيل يعتمد عليه
الوطن وتزدهر به الأمة.
اغتنم وزير المجاهدين وذوي الحقوق هذه المناسبة لتجديد التأكيد على أهمية
وضرورة القيام بدراسات تاريخية موثقة ومعمقة تُعنى بتسجيل وابراز مساهمة هذا القائد الفذ في الحركة الوطنية ومسار الثورة التحريرية، وأبحاث تكشف لنا المزيد عن حقائق تاريخنا المجيد المفعم بالتضحيات والبطولات لنظل إلى الأبد أوفياء للمبادئ التي ألهمت كفاحنا وللحقوق التي ضحينا من أجلها في سبيل استعادة سيادتنا، ومنها الدفاع عن الشعوب المظلومة وحقها في تقرير مصيرها
ليؤكد السيد الوزير من خلال احياء هذه الذكرى على المبادئ الثابتة والمنسجمة مع اللوائح الأممية التي تحتكم إليها المجموعة الدولية. والجزائر الجديدة اليوم بقيادة السيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الوفية لعهد الشهداء ورسالة نوفمبر المجيدة، بمواقفها في المحافل الإقليمية والدولية تؤكد التزامها ودعمها تجاه القضايا العادلة في العالم وحرصها على تحقيق السلم والأمن الدوليين، وهو النهج الذي سطرته المواقف المشرفة للديبلوماسية الجزائرية بقيادة وتوجيه السيد رئيس الجمهورية في معالجة القضية الفلسطينية على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي تبنى أمس القرار الذي بادرت به الجزائر منذ شهر فيفري الماضي بوقف إطلاق النار في غزة – وهو مَوقِفٌ شَرَف عظيم ستظل الأجيال شاهدة عليه ..
السيد الوزير أكد ان الجزائر ستواصل في كل المنابر المحافل بالأفعال لا الأقوال في دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف أيها الجمع الكريم، إذا كنا نقف اليوم في أحضان هذه الذكرى الخالدة، ونسترجع القليل مما يسمح به المقام من الأثر والرصيد الذي خلفه سي لطفي ورفاقه الشهداء الأبرار فإنه حري بنا ونحن نعيش في مرحلة متميزة وفي سياق إقليمي ودولي يتسم بالخصوصية أن نقرأ بعيون متفرسة ما يمثله هذا المخزون التاريخي من مضامين يمكنها بالفعل أن تساهم في تغذية الحاضر سواء من حيث تحقيق الانتقال النوعي الذي نريده أن ينجز في مستويات العمل الوطني، أو من حيث التفاعل مع الوضع المحيط بنا على المستوى الإقليمي والدولي.
ليختتم كلمته بضرورة سمو الفهم وعلو إدراك المستوى ونوعية الرهانات القائمة، بأن تتحلى الاجيال في مواجهتها بذات الكفاءة التي واجه بها من نحيي اليوم ذكراهم من الشهداء، في رفع تحديات استرداد السيادة الوطنية بالأمس.
للتذكير فقد عرفت هذه الندوة التاريخية حضور الوزير المجاهد دحو ولد قابلية، رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح و الاتصالات العامة، و عائلة الشهيد البطل الرمز العقيد لطفي ممثلة في نجله السيد دغين لطفي، والأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الوزيرة المجاهدة السيدة زهور ونيسي، المجاهد العقيد مصطفى لهبيري عضو مجلس الامة، الدكتور حاشي ايدير عضو اللجنة الجزائرية للذاكرة والتاريخ، ممثل سفارة دولة فلسطين بالجزائر، والفريق الصحفي من المركز الإذاعي والتلفزي للقوات المسلحة من جمهورية الفيتنام الصديقة، وممثلي الاسلاك النظامية والأمنية، وممثلي فعاليات المجتمع المدني، الى جانب مجاهدات ومجاهدين، وكذا شخصيات وطنية وأساتذة وباحثين والاسرة الإعلامية.