إنا لله وانا اليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمّى، لقد شاء المولى عزّ وجل أن يترفّق بروح المجاهد المرحوم شنقيطي محمد عبد الهادي طيّب الله ثراه وتقبّله إلى جوار سيّدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
عمي محمد رحمه الله، الابن البار لربوع التاسيلي ناجّر المجاهدة الذي تستوقفنا مسيرته الكفاحية المجيدة للتأمل والتدبر في معانيها، وهو الذي قهر ورفاق دربه بإراداتهم التي لا تلين قساوة الطبيعة والتضاريس فتحدوا الاستعمار قاطعين على أنفسهم الأبية عهد النصر أو الاستشهاد، فبذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال.
وإذ أشاطر عائلته الكريمة بولاية إليزي ورفاقه المجاهدين مشاعر الحزن وأقاسمهم أسى هذا المصاب الجلل الذي لا رادّ لقضاء الله فيه، فإنّني أتوجّه إليهم بأخلص التعازي وأصدق عبارات المواساة، داعيا العلي القدير أن يتغمّده برحماته ورضوانه وأن يدخله جنّات النعيم التي أعدّها للأبرار من عباده الصالحين، وأن يحسن مآبه ويجزل ثوابه وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر ووافر السلوان.
“وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”