بتكليف من رئيس الجمهورية السيد #عبد_المجيد_تبون، يشارك السيد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، في المؤتمر الدولي”بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين”، المنعقد ايام 14-15-16 نوفمبر 2023 بأكرا- جمهورية غانا.
تدخل وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد العيد ربيقة، خلال انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي”بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين”، المنعقد بأكرا- جمهورية غانا:
نرفع تحيةَ الإجلال والإكبار لكل الجهود النبيلة والتضحيات الجسام الّتي ساهم فيها بنات وأبناء إفريقيا لِيَصُونوا أرض افريقيا، وهنا نستحضرُ أرواحَ كل القادة والزعماء والشخصيات والنخب والحركات التحررية الّتي سجلت أسماءها بأحرف من ذهب في سبيل الدفاع عن أوطانها.إنّ استحضار الذاكرة الافريقية المشتركة لسانحة لإبراز عمق ومجد الروابط التاريخية بين الجزائر وافريقيا، وللتأكيد على أن الجزائر كانت دومًا وأبدًا، وفيةً لعمقها الإفريقي ومجندة لنصرة قضايا التحرر والانعتاق من العبودية والاستعمار.إنّ ما نطمح إليه من خلال هذا المؤتمر هو استعادة النقاش حول مختلف القضايا لبلورة عملٍ مشترك يعكس عمق ومجد الروابط التاريخية، ويستجيب لبناء مواقف وجبهات تكون في مستوى التحديات والرهانات العالمية وتداعياتها على مصير قارتنا في مختلف المجالات.لقد كانت الجزائر على غرار كل بلدان الاشقاء الأفارقة قد تعرضت لاستعمار أخضعها بجنوح كبير إلى الهيمنة والإجرام وسفك الدماء، متخذا هذا التصرف من أهم أسس التوسع وفرض السيادة والإخضاع على الشعب الجزائري، فارتكب مجازر مروعة يندى لها جبين الإنسانية مستهدفاً بذلك إبادة الشعب ومحاولة السيطرة عليه.إن الجرائم الاستعمارية في الجزائر قد خلّفت خزاناً من الجراح التي لم تندمل، وأخرى لازالت مفتوحة على آلام متفاقمة، فتلك الجرائم، أؤكّد انها لا ولن تسقط بالتّقادم، وستظلّ ضمن ملفات الذاكرة التي تعكس مواقف الجزائر اتجاه قضايا الشعوب المقهورة في إفريقيا والعالم.إن إرث الاستعمار على الجزائر كان ثقيلا، ومع مطلع الاستقلال عملت بلادنا على مواجهة هذه الوضعية والآثار الوخيمة للفترة الاستعمارية ضمن سياسة وطنية واعية عكفت على وضع نظام تكفل جندت له موارد وطنية هامة، للتكفل الاجتماعي والصحي والنفسي بضحايا الثورة التحريرية وتعويضهم عن مختلف الأضرار التي لحقت بهم.إن الجزائر تواصل اليوم، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، العمل وفق آليات متبصرة تراعي جميع الجوانب لمعالجة كل القضايا التاريخية.إن معالجة الجزائر لهذه الملفات يأتي ايضا ضمن مقاربات علمية وعملية جُند لأجلها كل الفاعلين في الحقل التاريخي والقانوني ويُنتهج في ذلك نهجاً متدرجاً متمسّكة بمسألة الاعتراف بالجرائم وترى أن تحقيق العدالة ينطلق من الإلزام بالإقرار بالخطأ، والاعتذار عنه، ليتم بذلك جبر الضرر.إن الجزائر قد أيّدت، ولا تزال، مسعى المطالبة بالعدالة والتعويضات الكاملة عن الجرائم الاستعمارية في إفريقيا، والدفع بكلّ قوة من أجل إنهاء سياسة الإنكار والإفلات من العقاب وتحميل الجناة المسؤولية الكاملة عن التخلّف الاقتصادي الخطير ونهب الثروات وآثار عن الاستعمار والاستعباد.ساندت الجزائر الجهد الجماعي الإفريقي الـمُنتهج في مسألة التعويضات للإفريقيين، كما أنها تدعمُ الوصول إلى توافق جامع الأراء على المستوى القاري بشأن التعويضات الجزائر تبدي استعدادها للمساهمة في اعتماد المعايير التي يمكن من خلالها جبر الضرر وتحصيل التعويضات اللازمة، وهذا من خلال تجربتها القيّمة في تحديد التكلفة الاقتصادية والإنسانية والمعنوية للجرائم المرتكبة، لاسيما التفجيرات والتجارب النووية خلال الحقبة الاستعمارية. ترى الجزائر، أنه من الأهمية، عدم تركيز على المقدار الكمي للتعويضات فحسب، وإنّما العمل بمنهج يرتكز على الجوانب المستدامة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.إن الجزائر ومن خلال تبوئها العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، إلى تقديم مقاربة حاسمة لإصلاح الهيئات الأممية، لاسيما مجلس الأمن الدولي، من خلال نيل أحقية تمثيلٍ عادل ومنصف للشعوب الإفريقية في هيئات صنع القرار الدولية.ونحن نتحدث عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار في إفريقيا وعانت منها طويلاً شعوبنا الإفريقية، نشهدُ اليوم جرائم إبادة ومجازر وحشية يرتكبها الكيان الصهيوني، ضد الشعب الفلسطيني، أمام مرأى وصمت عالمي رهيب.. إن هذه الجرائم في حقّ الأطفال والنساء والمدنيين العزّل أدانها كلّ أحرار العالم في كل المحافل الدولية، وستظلّ الجزائر دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني قولًا وفعلًا، وتجدد دعوتها لكل الأطراف الإقليمية والدّولية من أجل السعيّ إلى إحداث استفاقة عاجلة لضمير الـمجتمع الدولي ووقف العُدوان. الجزائر تُؤكِّدُ ثباتَ مَوقفِها الـمُعبِّر عن الوفاءِ لتاريخنا الـمجيد في حق الشعوب في تقرير مصيرها وتطلعاتها المشروعة لاستعادة حريتها واستقلالها وعلى رأسها الشعبين الفسلطيني والصحراوي الشقيقين.
صورة تذكارية للحاضرين في المؤتمر الدولي الموسوم “بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين المنعقد بأكرا-جمهورية غانا. المؤتمر اشرف عليه رئيس جمهورية غانا،وشهد حضور رئيس جمهورية اتحاد جزر القُمر، رئيس الاتحاد الافريقي، كما حضره رؤساء عدد من الدول والحكومات ووممثلي الدول الأفريقية والهيئات القارية والدولية.
بالفيديو:جانب من تدخل وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة في المؤتمر الدولي الموسوم “بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين المنعقد بأكرا-جمهورية غانا
تغطية المؤسسة العمومية للتلفزيون نشرة 5:00 سا :لمشاركة وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيڨة في المؤتمر الدولي الموسوم “بناء جبهة موحدة للنهوض بقضية العدالة ودفع التعويضات إلى الإفريقيين المنعقد بأكرا-جمهورية غانا